للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العروضيون السريع الموقوف (١) المشطور، ووزنه: "تن تن تتن، تن تن تتن، تن تن تان" في اثنين [وربما تكون آخر تفعيلاته تن تتان]، ومثاله:

إن ثقيفًا منهم الكذابان ... كذابها الماضي وكذاب ثان

وكل شطر من هذين يعد بيتًا في عرف العروض. وهذا الوزن كما ترى أصله "مستفعلن مستفعلن مستفعيل" وهذا رجز. وكلا الوزنين كانا عندهم بمنزلة النغم القصير الخفيف. وكانوا يستعملونهما في الحروب كما رأيت من بعض ما استشهدنا به، وفي التحريض عليها كما في قول أبي عزة (٢):

ويهًا بني عبد مناة الرزام ... أنتم حماة وأبوكم حام

لا تعدوني نصركم بعد العام ... لا تسلموني لا يحل إسلام

أي إسلام للعدو.

وكانوا يستعملون هذا الوزن في التقاذف والتنابز، أو كما يقول المصريون: "الردح"، الذي يراد لأن يحفظ بسرعة، وتتلقفه الجواري والولدان. من ذلك أبيات سالم بن دارة يهجو زميل بن أبير وبني فزارة:

حدبدبا بدبدبا منك الآن ... استمعوا أنشدكم يا ولدان

إن بني فزارة بن ذبيان ... قد طرقت ناقتهم بإنسان

مشيأ أعجب بخلق الرحمن (٣)


(١) الوقف هو تسكين المتحرك في آخر الوتد المفروق "مفعولات تصير مفعولات". -لات وتد مفروق. لات سبب متوالي في اصصطلاح الموسيقا، ذكره الفارابي وتبعه حازم.
(٢) انظر خبر أبي عزة الشاعر في غزوتي بدر وأحد، وكان النبي من عليه وأخذ عليه ألا يعين عليه أحد، فخدع سوان بن أمية عما كان عاهد عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٣) شرح الحماسة ١ - ٣٦٩ - طرقت: يعني أرادت أن تلد. مشيأ: مخلق، شيء منه ناقة، وشيء إنسان يعرض بما كانت تهجي به فزاره من غشيان الإبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>