للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كقول طرفة، وذكر النجوم إذ قد كان أنسه ليلاً:

نداماي بيض كالنجوم وقينة ... تروح علينا بين بُرد ومُجسد

وسنعرض لهذا من مذهبهم فيما بعد إن شاء الله.

وكثيرًا ما يذكرون ليلة بعينها ثم يصفون ما كان فيها كالذي فعل عمر في الرائية:

وليلة ذي دوران جشمتني السرى ... وقد يجشم الهول المُحب المُغرر

ثم قال:

فيا لك من ليل تقاصر طوله ... وما كان ليلي قبل ذلك يقصر

وقد سلك عمر سبيل جماعة قبله، وقلده جماعة كثيرون بعده- منهم جران العود حيث قال في الفائية التي مطلعها:

ذكرت الصبا فأنهلت العين تذرف ... وراجعك الشوق الذي كنت تعرف

قال:

فلما علانًا الليل أقبلت خُفيه ... لموعدها أعلو الإكام وأظلف

وأكثر من ذكر ليلة بعينها أن يعمموا فيقولوا ليالي كذا وكذا- قال عبد بني الحسحاس:

ليالي تصطاد القلوب بفاحم ... تراه أثيثًا ناعم النبت عافيًا

وقال امرؤ القيس:

ليالي سلمى إذ تُريك مُنصبًا ... وجيدًا كجيد الرئم ليس بمعطال

وقال ذو الرمة:

ليالي اللهو يطبيني فأتبعه ... كأنني ضارب في غمرة لعب

<<  <  ج: ص:  >  >>