للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال امرؤ القيس:

ديار لهند والرباب وفرتني ... ليالينا بالنعف من بدلان

ليالي يدعوني الهوى فأجيبه ... وأعين من أهوى إلي روان

وقال علقمة بن عبدة:

ليالي لا تبلى النصيحة بيننا ... ليالي حلوا بالستار فغرب

وقال طرفة:

ليالي أقتاد الصبا ويقودني ... يجول بنا ريعانه ونُجاوله

والليالي وذكر اللهو وما إليه في كل هذا إنما هو كناية عن الشباب، وما ضاع من فرص الحياة، ونوع من البكاء والحسرات على اقتراب الموت وذهاب هذا العيش اللذيذ.

والليل من حيث هذا المعنى لا حق برموز الخصوبة والري والسقيا- وقول عبد بني الحسحاس:

ليالي تصطاد القلوب بفاحم ... تراه أثيثًا ناعم النبت عافيًا

أي كثيرًا- شاهد في هذا إذ هو لم يرد سواد اللون في الشعر وحده كما ترى، وإنما أراد خصبه وريه وشبابه.

واختلاط معنى السواد والخضرة كثير عند العرب حتى إنهم ليقولون ليل أخضر وقالوا سواد العراق يريدون خضرته. وقال تعالى {مُدْهَامَّتَانِ} يصف جنتين شديدتي الخضرة- وكل هذا فيه معنى الخصب كما ترى.

وقال امرؤ القيس يصف الشعر:

وفرع يُغشي المتن أسود فاحم ... أثيث كقنو النخلة المُتعثكل

<<  <  ج: ص:  >  >>