وظلام ليلته كما رأيت كأشد ما يكون الظلام لما يخالطها من تراكم السحب.
وقال ذو الرمة:
أغباش ليل تمام كان طارقه ... تطخطخ الغيم حتى ما به جُوب
أي حتى ليس بين سحابه من فرجات.
وباب الخروج سيجيء من بعد إن شاء الله.
وقد يقع الهم والفزع في باب الأغراض وذلك أيضًا مما يلي إن شاء الله. وقد يقعان هما وما يجري مجراهما في باب النسيب وربما استهل الشاعر بذكر الليل أو النجوم في هذا المعنى، كما يستهل بذكر الدار وبالمرأة- إذ كل أولئك مشعر بمعنى الحنين والتعلق بالدنيا الزائلة.
قال امرؤ القيس:
وليل كموج البحر أرخى سدوله ... عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
قفلت له لما تمطى بصلبه ... وأردف أعجازًا وناء بكلكل
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي ... بصبح وما الإصباح منك بأمثل
فيا لك من ليل كأن نجومه ... بكل مُغار الفتل شُدت بيذبل
كأن الثريا عُلقت في مصامها ... بأمراس كتان إلى صُم جندل
وقال المرقش الأصغر:
أرقني الليل برق ناصب ... ولم يُعني على ذاك حميم
من لخيال تسدى موهنًا ... أشعرني الهم فالقلب سقيم
وليلة بتها مسهرة ... قد كررتها على عيني الهموم
لم أغتمض من طولها حتى انقضت ... أكلؤها بعدما نام السليم