الحذاق كالذي رأيت من قول أبي تمام، وإليه نظر شوقي حيث قال:
قفي يا أخت يوشع خبرينا ... أحاديث القرون الغابرينا
وليس ههنا تشبيه.
وكقول أبي الطيب:
بأبي الشموس الجانحات غواربا ... اللابسات من الحرير جلاببا
وأحسب أبا الطيب جعلهن غوارب ليدل على الأصيل وهو أنعم ضوءًا من الضحا وبشمس الضحا كان يصف الأوائل كثيرًا.
فهذا توسط كما ترى بين مذهب عمر ومذهب الجاهليين.
وقال أبو تمام:
هي البدر يُغنيها تودد وجهها ... إلى كل من لاقت وإن لم تودد
فعلل التشبيه كما ترى ولم يخل من نظر إلى عمر.
وقال أبو الطيب:
واستقبلت قمر السماء بوجهها ... فأرتني القمرين في وقت معًا
فجعلها شمسًا والله أعلم، وهذا مذهب الأوائل.
وعسى إن كان لمذهب الجواري في التشبه بالغلمان كالتي نعت أبو نواس في الهمزية، ومذهب الغلمان في التشبه بالجوري، كقوله في الجيمية:
يديرها خنث في لهوه دمث ... من نسل آذين ذو قُرط ودواج
(وإن لم يخل في هذا من نظر إلى أوصاف الجاهلية)
أقول عسى إن كان لكل ذلك جانب عظيم في تسيير تشبيه الوجه الحسن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute