فشبهه بأول طلوع الفجر كما ترى. والشيب باب شديد الدخول في معنى الهم والشوق وسنعرض لبعضه في باب الغزل إن شاء الله.
وقال ذو الرمة في الفجر والورود والثريا:
وماء قديم العهد بالإنس آجن ... كأن الدبا ماء الغضى فيه يبصق
أي لخضرته وقدمه كأنه صغار الجراد قد بصقن فيه عصارة ما أكلن من شجر الغضى.
وردت اعتسافًا والثريا كأنها ... على قمة الرأس ابن ماء مُحلق
وهذا كأنه قبيل سطوع الفجر قيل، وعند الفجر تميل النجوم لتغرب.
يرف على آثارها دبرانها ... فلا هي مسبوق ولا هي يلحق
ثم ساق قصة الثريا والدبران، وذلك أنه -فيما زعموا- قد خطب الدبران الثريا فولت منه فساق إليها مهرها وتبعها فلا هي تسبقه ولا هو يلحقها فينالها، قال في المهر فذكر أنه عشرون نجمة من صغار النجوم وشبهها بالقلائص يحدوها راكب متعمم وهي قد كادت تفرق عليه:
بعشرين من صُغرى النجوم كأنها ... وإياه في الخضراء لو كان ينطق
قلاص حداها راكب مُتعمم ... هجائن قد كادت عليه تفرق
وهجائن أي بيض.
وللعرب أساطير كثير من هذا الضرب مما يطول ذكرها وكلها راجعة إلى معنى