للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التأليه. وقد ذكر منها المعري قطعة صالحة في نونيته «عللاني فإن بيض الأماني» - من ذلك قوله:

وسهيل كوجنة الحب في اللو ... ن وقلب المُحب في الخفقان

يُسرع اللمح في احمرار كما تُسـ ... ـرع في اللمح مُقلة الغضبان

مستبدًا كأنه الفارس الـ ... ـعلم يبدو مُعارض الفرسان

ضرجته دمًا سيوف الأعادي ... فبكت رحمة له الشعريان

وههنا إشارة لما تزعم العرب من أن سهيلاً فحل يعارض النجوم ولا يباريها. ومن أنه قتل وكانت معاه أختاه الشعريان، ففزعت الشعري العبور فاجتازت المجرة هربًا فسميت العبور لذلك. وبقيت الغيمصاء تبكي حتى غمصت عينها فسميت الغميصاء لذلك. وقد ذكر المعري الورود فخلط بنعت الفجر بعض ما كان يعتقده المسلمون على مذهب التشيع- قال:

وبلاد وردتها ذنب السر ... حان بين المهاة والسرحان

وعلى الكون من دماء الشهيديـ ... ـن علي ونجله شاهدان

فهما في أواخر الليل فجرًا ... ن وفي أولياته شفقان

وقال جرير يذكر مميل النجوم عند الفجر:

ولقد عجبت من الديار وأهلها ... والدهر كيف يُبدل الأبدال

ورأيت راحلة الصبا قد أقصرت ... بعد الوجيف وملت الترحالا

إن الظعائن يوم بُرقة عاقل ... قد هجن ذا سقم فزدن خبالا

طرب الفؤاد لذكرهن وقد مضت ... بالليل أجنحة النجوم فمالا

وبيت جرير هذا فيه معنى الطرب للنجوم كما فيه الطرب من أجل ذكرى الحسان- ولا تخلو النجوم ههنا من أن الشاعر قد أشربها معنى الشوق والحنين الذي يكون مع ذكر البرق والديار والنار وهلم جرا.

<<  <  ج: ص:  >  >>