للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشيب نحو قوله:

ضيف ألم برأسي غير محتشم ... والسيف أحسن فعلاً منه باللمم

وأبو الطيب سيد المحدثين غير مدافع. وهذا بعد باب يطول.

تتمة في رموز الحنين (١):

مما يلحق بالليل والهم والشوق ومعاني الحنين رموز كثيرة وأوصاف تجري مجرى الرموز، منها ما ألمعنا إليه إلماعًا ومنها ما أضربنا عنه أو سهونا أو غاب عنا. وفي الذي ذكرناه أو سنذكره ما قد يغني عنه أو يدل عليه. مثال ذلك الريح والنسائم والشباب والشيب والغراب والزجر والصحراء والروضة وأحاديث الرحيل والعتاب وما لا يكاد يحصى من مظاهر الطبيعة والحياة. وكثير من هذه الأصناف قد يقع في عرض النسيب أو تستهل به القصائد. كقول المرار مثلاً في الشيب:

عجب خولة إذ تنكرني ... أم رأت خولة شيخًا قد كبر

وكساه الدهر سبا ناصعًا ... وتحنى الظهر منه فأطر

وقول المرقش في العيافة:

ألا بأن أصحابي ولست بعائف ... أدان بهم صرف النوى أم مخالفي

وكذلك قول الأعشى:

ما تعيف اليوم في الطير الروح ... من غراب البين أو تيس نطح

وقال عنترة:

ظعن الذين فراقهم أتوقع ... وجرى بينهم الغراب الأبقع

ومن هذا القري للمحدثين قول البحتري:

زعم الغراب مُنبيء الأنباء ... أن الأحبة آذنوا بتناء


(١) ألقى هذا في دورة المجمع بالقاهرة في مؤتمر سنة ١٩٦٢ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>