للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول المعري:

نبي من الغربان ليس على شرع ... يُخبرنا أن الشعوب إلى الصدع

واجعل باب الحمامة مثلاً مما يدل دلالة عكسية على باب الزجر وقد يلتقيان كما رأيت من كلام جحدر، وباب الخصوبة والسقيا مثلاً مما يدل دلالة مباشرة على الشباب، وعكسية على الشيب وهلم جرا. وهذا مجال فسيح.

ومما يحسن أن نكمل به ههنا ذكر الطيف وأمثال أخر مما هو كثير الدوران في باب الحنين، وكلها مما ألمعنا إليه أو فصلنا بعض التفصيل، ولكن موقعها ههنا مما عسى أن تتم به الفائدة، ونأمل أن يسلم من مملول التكرار.

وقد يذكر الطيف بقصد الغزل كما يذكر لحاق الحنين وقد تجمع فيه معاني هذين فتختلط. ونحن سنختصر من الحديث في هذا الموضوع ما هو أشبه بالحنين وكالرمز له.

فمما استهل به الشعراء من القصائد في ذكر الطيف وتأريقه قول تأبط شرا:

يا عيد مالك من شوق وإيراق ... ومر طيف على الأهوال طراق

والطيف مما يوصف باجتياز الأهوال وسنعرض لهذا المعنى في باب الغزل إن شاء الله. ومما استهلوا به قول حسان:

تبلت فؤادك في المنام خريدة ... تسقي الضجيع ببارد بسام

وقول الأعشي:

ألم خيال من قتيلة بعدما ... وهي حبلها من حبلنا فتصرما

وقول بشر ابن أبي خازم:

أحق ما رأيت أم احتلام ... أم الأهوال إذ صحبي نيام

<<  <  ج: ص:  >  >>