وقال معود الحكماء:
طرقت أمامة والمزار بعيد ... وهنًا وأصحاب الرحال هجود
وقال المرقش الأصغر، وقد مر بك آنفًا قوله في الطيف يشكو ويسترحم، وليس هذا بمطلع قصيدته:
أمن بنت عجلان الخيال المطرح ... ألم ورحلي ساقط مُتزحزح
فلما انتبهت للخيال وراعني ... إذا هو رحلي والبلاد توضح
ولكنه زور ييقظ نائمًا ... ويُحدث أشجانًا بقلبك تجرح
وهذا البيت الأخير كالنص في ما نحن بصدده من معاني رمزية الطيف للشجن والتأريق وما إلى ذلك.
وقال سويد في قري هذا المعنى، وليس بمطلع:
هيج الشوق خيال زائر ... من حبيب خفر فيه قدع
شاحط جاز إلى أرحلنا ... عُصب الغاب طروقًا لم يُرع
آنس كان إذا ما اعتادني ... حال دون النوم مني فامتنع
فأبيت الليل ما أرقده ... وبعيني إذا النجم طلع
وإذا ما قلت ليل قد مضى ... عطف الأول منه فرجع
يسحب الليل نجومًا ظلعًا ... فتواليها بطيئات التبع
ويزجيها على إبطائها ... مُغرب اللون إذا اللون انقشع
وعنى بمغرب اللون، الفجر.
وفي قول سويد ما ترى من التحسر والتذكر والتأمل والضيعة والشوق الذي لا يكاد يطلب شيئًا وليس بواجده إن فعل.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute