للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويعجبني قول الآخر، يرثي إخوانًا له، تراءوا له في المنام، وهو مما يستشهد به النحاة في باب الرؤيا القلبية:

أبو حنش يؤرقني وطلق ... وعمار وآونة أثالا

أراهم رُفقتي حتى إذا ما ... تجافى الليل وانخزل انخزالاً

إذا أنا كالذي يجري لورد ... إلى آل فلم يدرك بلالاً

هذا ومن مطالع الإسلاميين في الطيف قول أمية بن عائد:

ألا يا لقلب لطيف الخيال ... أرق من نازح ذي دلال

وقال جرير وله فيه مطالع:

أرق العيون فنومهن غرار ... إذا لا يُساعف من هواك مزار

هل تبصر النقوين دون مخفق ... أم هل بدت لك بالجنينة نار

طرقت جعادة واليمامة دونها ... ركبًا تُرجم دونها الأخبار

وجعادة ابنته.

وله في مطلع كلمة أخرى:

طرقت لميس وليتها لم تطرق ... حتى تفك حبال عان مُوثق

وأمثلة هذا عند الإسلاميين كثير.

ومن أمثلته عند المولدين قول مروان بن أبي حفصة ونظر إلى جرير وكان به معجبًا:

طرقتك زائرة فحي خيالها ... زهراء تخلط بالجمال دلالها

وقد أكثر المولدون من ذكر الطيف إكثارًا كادوا يبتذلونه به، ولهم بعد فيه كلمات جياد، سنذكر منها إن شاء الله في باب الغزل.

<<  <  ج: ص:  >  >>