للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ترى شاربيها حين يعتورانها ... يميلان أحيانًا ويعتدلان

فما ظن ذا الواشي بأروع ماجد ... وبداء خود حين يلتقيان

وظاهر هذه الأبيات فكاهة، وباطنها أسى غزير.

وقال المنخل:

ولقد شربت من المدا ... مة بالكبير وبالصغير

فإذا سكرت فإنني ... رب الخورنق والسدير

وإذا صحوت فإنني ... رب الشهويهة والبعير

وقد أفصح المنخل ههنا بكثير من معنى الضيعة. وأدخل في حاق هذا قول عدي بن زيد:

رب ركب قد أناخوا حولنا ... يمزجون الخمر بالماء الزلال

والأباريق عليها فدم ... وجياد الخيل تردي في الجلال

ثم أمسوا عصف الدهر بهم ... وكذاك الدهر حالاً بعد حال

ومن قري هذا الشجن الغامض الموحي بتوقع الموت وزوال الدنيا ابتداءات كثير من الشعراء. فمن ذلك قول عمرو بن كلثوم في المعلقة:

ألا هبي بصحنك فاصبحينا ... ولا تُبقي خمور الأندرينا

وفيها يقول:

وكأس قد شربت ببعلبك ... وأخرى في دمشق وقاصرينا

وقول عدي:

بكر العاذلون في وضح الصبـ ... ـح يقولون لي أما تستفيق

وقال امرؤ القيس فقارب أن يبدأ بذكر الخمر:

أحار بن عمرو كأني خمر ... ويعدو على المرء ما يأتمر

<<  <  ج: ص:  >  >>