وقال الأعشي، فذكر أحوال الدهر والموت ثم وصل ذلك بذكر الخمر وهذا من معنى ما نحن فيه، بل كأنه نص يدل عليه:
لعمرك ما طول هذا الزمن ... على المرء إلا عناء مُعن
يظل رجيمًا لريب المنون ... وللسقم في أهله والحزن
وهالك أهل يجنونه ... كآخر في قفره لم يُجن
إذا ماذا تحفل الشاة بالسلخ بعد الذبح
وما أن أرى الدهر في صرفه ... يُغادر من شارخ أو يفن
فهل يمنعني ارتيادي البلا ... د من حذر الموت أن يأتين
أليس أخو الموت مُستوثقًا ... علي وإن قلت قد إنسان
أي إنساني وأجلني
علي رقيب له حافظ ... فقل في امرئ غلق مُرتهن
أزال أذينة عن ملكه ... وأخرج من حصنه ذا يزن
وخان النعيم أبا مالك ... وأي امرئ صالح لم يخن
وزال الملوك فأفناهم ... وأخرج من بيته ذا حزن
هذا قد يكون من التبابعة وقد يكون بمعنى محزون
وعهد الشباب ولذاته ... فإن يك ذلك قد نتدن
هكذا (١) وأحسبه «ذاك فقد نتدن» أي نضعف، يضعفنا الشيب والهرم ويدخلنا اللين بعد الشدة.
وطاوعت ذا الحلم فاقتادني ... وقد كنت أمنع مني الرسن
(١) يوان الأعشى (جاير طبع أوربا) ص ١٤.