للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العجاج يذكر الخمر على التشبيه ويتبدى بمذهب الجاهليين:

كأن ذا فدامة منطقًا

قطف من أعنابه ما قطفا

فغمها حولين ثم استودفا

صهباء خرطوما عقارًا قرقفا

فشن في الإبريق منها نزفا

من رسف نازع سيلاً رصفا

حتى تناهى في صهاريج الصفا

خالط من سلمى خياشهم وفا

وهذا ليس من هذا الباب، وإنما ذكرناه على وجه التسلسل التاريخي. وذكر الراعي المجلس في نفس مقارب لنفس الأعشى والأخطل ذي شجن لا يخفي ولكنه أخفى ذكر الخمر والله أعلم بأمره وهذه الأبيات مما رواه صاحب الكامل، قال:

ومرسل ورسول غير متهم ... وحاجةٍ غير مزجاةٍ من الحاج

طاولته بعدما طال النجى بنا ... وظن أني عليه غير منعاج

ما زال يفتح أبوابًا ويُغلقها ... دوني وأفتح بابًا بعد إرتاج

حتى أضاء سراج دونه بقر ... حمر الأنامل عين طرفها ساج

يا نعمها ليلةً حتى تخونها ... داعٍ دعا في فروع الصبح شحاج

لما دعا الدعوة الأولى فأسمعني ... أخذت بردي واستمررت أدراجي

وكان الراعي فيما ذكر يجالس الفرزدق. ولاشك أن أبا نواس قد نظر إلى هذه الجيمية.

وقال الفزاري صهر الحجاج:

حبذا ليلتي بتل بونا ... إذ نسقي شرابنا ونغني

<<  <  ج: ص:  >  >>