للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا كأنه نفس مولد.

ثم إن شعر الخمر قد كثر، نظم فيه جماعة من الإسلاميين كالأقيشر وأبي الهندي ورووا لابن الطثرية:

ويومٍ كظل الرمح قصر طوله ... دم الزق عنا واصطفاق المزاهر

ثم جاء الوليد بن يزيد وتبعه المولدون.

ويخالط الشجن لديهم لون من التحدي، إذ هم مقبلون على شرب محرم. وهذا التحدي قد ينحط إلى المجون، وقد يكون مجرد شعب وتظرف بالشعوبية وقد يرتفع إلى لوعة كلوعة الغزل مما هو من جوهر النسيب. فمن الأول قول النواسي:

لا تبك ليلى ولا تطرب إلى هند ... واشرب على الورد من حمراء كالورد

ومن الثاني قوله:

عاج الشقي على رسمٍ يسائله ... ورحت أسأل عن خمارة البلد

ومن الثالث قوله:

ودار ندامى عطلوها وأدلجوا ... بها أثر منهم جديد ودارس

وقوله:

وخيمة ناطورٍ برأس منيفةٍ ... تهم يدا من رامها بزليل

وقوله ونظر فيه إلى شيء من التحدي:

دع عنك لومي فإن اللوم إغراء ... وداوني بالتي كانت هي الداء

وهذا يتبع فيه قول الوليد:

اصدع نجي الهموم بالطرب ... وباكر اللهو بابنة العنب

<<  <  ج: ص:  >  >>