للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعض هذا روى لغيره (١)، ولعله مما كان يجري مجرى الأناشيد. فقد روى الطبري للمختار حين استقتل:

قد علمت بيضاء صفراء الطلل ... أني غداة الروع مقدامٌ بطل

وقريب منه رواه صاحب السيرة لبعض العرب (٢).

ومما رثى به ربيعة بن مكدم، يذكرون حميته، قول ضرار بن الخطاب، وينسب لحسان:

نفرت قلوصي من حجارةٍ حرةٍ ... بُنيت على طلق اليدين وهوب

لا تنفري يا ناق منه إنه ... شريب خمرٍ مسعرٌ لحروب

لا يبعدن ربيعة بن مكدم ... وسقى الغوادي قبره بذنوب

لا يبعدن ربيعة بن مكدمٍ ... وسقى الغوادي قبره بذنوب

وما رثى به كثير.

وقال عنترة بن شداد، وكان من حماة الظعن، يذكر يوم الفروق، حين طمعت بنو سعد في عبس لما رأته من قلتها، فاستقتل عنتر وأصحابه، حتى ردوا بني سعد مهزومين شر هزيمة:

ألا قاتل الله الطلول البواليا ... وقاتل ذكراك السنين الخواليا

وقولك للشيء الذي لا تناله ... إذا ما هو احلولى ألا ليت ذاليا

ونحن منعنا بالفروق نساءنا ... نطرف عنها مشعلاتٍ غواشيا

أبينا أبينا أن تضب لثاتكم ... على مرشقاتٍ كالظباء عواطيا

فما وجدونا بالفروق أشابةً ... ولا كشفًا ولا دُعينا مواليا

ولا يخفى عليك تعرض عنتر بها تمنته بنو سعد في البيت العتيق ولا فخرهم ولا تحديه لهم في البيتين الخامس والرابع.


(١) السيرة ٤/ ٦٢.
(٢) السيرة ٤/ ٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>