ولست وإن عزت علي بزائرٍ ... ترابًا على مرسومة قد تضعضعا
وأهون مفقودٍ إذا الموت ناله ... على المرء من أصحابه من تقنعا
يقول ابن خنزيرٍ بكيت ولم تكن ... على امرأةٍ عيني إخال لتدمعا
وأهون رزءٍ لامرئٍ غير عاجزٍ ... رزية مرتج الروادف أفرعا
وهذا على خشونتنه ومزحه الغليظ في البيت الأخير لا يخلو من معاني الرقة والحسرة، وأن أمرًا يضطر مثل الفرزدق عند الرقة والحسرة إلى الخشونة والغلظة لأمر عظيم.
وقد روى ابن سلام (٥٦٢) أن يزيد بن عبد الملك تزوج أم عمر وبنت عقيل ابن علفة، فلما أهداها، تمثل جثامة بن عقيل فقال:
أيعذر لاهينا، ويلحين في الصبا ... وهل هن والفتيان إلا شقائق
فرمان عقيل بسهم، وقال «تمثل بهذا عند بناتي؟ » فخرج جثامة مراغمًا لأبيه، فأتى يزيد بن عبد الملك، فكتب عقيل إلى يزيد:«أنه قد أتاك أعق خلق الله وكان يزيد قد أعطاه وحباه، فأخذ ذلك منه وحبسه. أ. هـ».
فانظر كيف همّ عقيل بقتل ابنه ثم لاحقه بالعقوبة عند الخليفة، لا لشيء إلا أنه زل فتمثل أمام البنات يبيت قد تشتم منه الإباحة.
وقد ذكر سذجر أن البدو لا يعرفون في عقاب من تزل غير القتل. ومثل هذا من صون الحرائر قد ظل معمولاً به إلى عهد قريب عند أهل الحفاظ في كثير من البلدان العربية وقد يكون لا يزال معمولاً به.
ومن غرائب ما روي من أخبار الغيرة حديث سليمان بن عبد الملك إذ سمع