وزعموا أن فاطمة ههنا هي ابنة المنذر. وعسى أن يكون هذا من باب التصريح الذي يغلب فيه العشاق على أمرهم فيقدمون عليه ويهلكون. وفي شعر طرفة، وكان المرقش فيما ذكروا عمه، أن أسماء هي التي تيمت المرقش. قال:
كما أحرزت أسماء قلب مرقش ... بحب كلمح البرق لاحت مخايله
ومر بك البيت. وعسى أن يكون طرفة قد جاء بأسماء على الكناية.
وقال امرؤ القيس، وهو كناية بلا ريب:
أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل ... وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
والدليل ذكر عنيزة من قبل. وكلتاهما معًا قد تكونان كناية عن اسم ثالث مكتوم.
وقال المخبل السعدي:
ذكر الرباب وذكرها سقم ... فصبا وليس لمن صبا حلم
وقال النابغة الجعدي في رسالة الغفران (٢١٩ - ٢٢٠) يعرض للأعشى بما كان يذكره من دعاوي المنالة: «أهذه الرباب التي ذكرها السعدي هي ربابك التي ذكرتها في قولك:
بعاصي العواذل طلق اليدين ... يعطي الجزيل ويُرخي الإزارا
فما نطق الديك حتى ملأ ... ت كأس الرباب له فاستدارا
إذا انكب أزهر بين السقا ... ة تراموا به غربًا أو نضارا
فيقول أبو بصير، قد طال عمرك يا أبا ليلى، وأحسبك أصابك الفنذ فبقيت على فندك إلى اليوم. أما علمت أن اللواتي يسمين بالرباب أكثر من أن يحصين؟ أفتظن أن الرباب هذه هي التي ذكرها القائل: