صحا القلب عن سلمى وملَّ العواذل ... وما كاد لْأيًا حُبُّ سلمى يزايل
وعسى سلمى ألا تكون امرأته، ولكن امرأة أخرى لا سبيل إليها، وإنما السبيل إلى ما هو فيه من ضنك العيش وقلق المصير.
وعسى ألا تكون إلا آماله المنحطمات
وهذا باب واسع وإنما الشعراء العرب في ارتضائهم مذهبا واحدا من تشابه القول، لا في الغزل وحده كما قدمنا ولكن في غيره أيضا من أبواب الخروج والأغراض. كأصدق ما يكون ذوبيان في الإفصاح عما حولهم من تشابه الكون ثم تباينه داخل هذا التشابه، أو قل من جرائه. أليست صحراؤهم شيئًا واحدا، متشابه المناظر من حرار وأعلام وأودية وسهوب متواصيات وأنواع بأعيانهن من النبات والحيوان؟ أليس النهار حين يحتدم عليها أواره بلبسها ثَوْبًا تختلف به كل الاختلاف عنها حين يغمرها الليل الدامس بالسحب، أو الزاهر بالنجوم، أو السافر بالقمر، أو الآلق بالبرق؟ أليست الوجوه المتباينات التي تعرضها على تباين الفصول واختلاف العصور إنما هي في الحقيقة وجه واحد؟ ثم أليس هذا الوجه الواحد تختلف تقاطيعه وقسماته في نهار اليوم الواحد بله الفصول؟
ولقد نظرت في مقدمات النسيب فوجدت أصنافا منها كأنما نشير إلى دوائر من المعاني لا يكاد يقدّم بهن في غيرها. وقد مرّ بك من هذا المعنى بيتا زهير. ورأيت كيف افتن مزرد، فحور في المطلع الزهيري شيئا، ولاءم بين ذلك وبين الذي شاء أن يقول