ومما يداني الوضوح من أمثلة زهير قوله في نسيب الهمزية:
عفا من آل فاطمة الجواء ... فيمن فالقوادم فالحساء
فذروة فالجناب كأن خنس النـ ... ـعاج الطاويات بها الملاء
فذو هاشٍ فميث غريتناتٍ ... عفتها الريح بعدك والسماء
يشمن بروقه وييرش أرى الجنوب على حواجبها العماء
ويعجبني قوله «أري الجنوب» وتخصيصه الحواجب، ولا أستبعد أن يكون أشرب معنى النساء ظباءه هذه اللاتي خلفتهن على الربع. والبيت التالي مشعر بذلك:
فلما أن تحمل آل ليلى ... جرت بيني وبنيهم ظباء
جرت سنحًا فقلت لها أجيزي ... نوى مشمولةٌ فمتى اللقاء
تحمّل أهلها منها فبانوا ... على آثار من ذهب العفاء
وههنا كالوحي برحيل أم أوفي.
كأن أوابد الثيران فيها ... هجائن في مغابنها الطلاء
لقد طالبتها ولكل شيءٍ ... إذا طالت لجاجته انتهاء
وهنا كالتصريح بأمرها كما ترى:
تنازعها المها شبهًا ودر البحور وشاكهت فيها الظباء
وهذا تفسير لما تقدم من ذكر الظباء وأرى الجنوب. وقد تعلم أن النعاج مما يكني به عن المرأة.
فأما ما فويق العقد منها ... فمن أدماء مرتعها الخلاء
وأما المقلتان فمن مهاةٍ ... وللدر الملاحة والصفاء
فصرم حبلها إذ صرمته ... وعادى أن تلاقيها العداء