وذلك حيث قال:
رأيت نعمًا وأصحابي على عجلٍ ... والعيس للبين قد شدت بأكوار
فكان ذلك مني نظرةً عرضت ... حينًا وتوفيق أقدارٍ لأقدار
فأوردها هنا مورد النموذجية، وسما بها شيئًا إلى هواء الأثيرية- وهو مقارب لطريقة زهير وفي قوله بعد:
وقد نكون ونعمٌ لاهيين معًا ... والدهر والعيش لم يهمم بإمرار
أيام تخبرني نعم وأخبرها ... ما أكتم الناس من حاجي وأسراري
حلاوة وتزجية نسيب مما لا يعسر مثله على الشاعر المتقن ذي الخيال، ليس إلا.
ثم يقول:
أقول والنجم قد مالت أوائله ... إلى المغيب تأمل نظرة حار
ألمحةٌ من سنا برقٍ رأى بصري ... أم ضوء نعمٍ بدا لي أم سنا نار
بل ضوء نعمٍ بدا والليل معتكرٌ ... فلاح من بين أضواءٍ وأستار
وهنا سمو فوق محض التجربة، أو محض ذكراها، إلى النشوة الصرف والطرب الموفي على التصوف في هذا الصعود باللوعة والحنين إلى أجرام السماء ورموز التأليه.
تلوث بعد افتضال الدرع مئزرها ... لوثًا على مثل دعص الرملة الهاري
وهذا على نموذجيته فيه نفس الميمنة، من الإيحاء بذاتية النظرة، والإشعار بالارتياح من النزاع تلقاء أضواء السماء، إلى مهد من الأمن في ظلام الأرض.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute