للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليه، والغرض من هذه الصفة الإلماع بضعف المرأة وتهالكها وما يحيط بذلك من معاني الشهوات. قال معاوية معود الحكماء:

أني طرقت وكنت غير رجيلةٍ ... والقوم منهم نبةٌ ورقود

وقال الحارث بن حلزة:

أني طرفت وكنت غير رجيلةٍ ... والقوم قد قطعوا متان السجسج

والأول معنى ما نريده فيه أوضح.

ونعتوا من يوافيه الطيف بالشعثة فكنوا بذلك عن عدة معان، كالرثاء لحال الغربة والضيعة بلا مأوى- قال المرقش الأصغر:

أمن بنت عجلان الخيال المطرح ... ألم ورحلي ساقط متزحزح

فلما انتبهت للخيال وراعني ... إذا هو رحلي والبلاد توضح

تأمل عنف التجربة هنا -المرق سار وقد عرس هنيهة عند الفجر ورحله متزحزح ساقط أو كاد يسقط وهو معي أي إعياء وقد أخذته السنة فساعفه الخيال، فإذا هو مع الوصل في جنة النعيم ثم انتبه إذ لفحته حرارة الشمس، فإذا هي الصحراء والبين والواقع المر كما يقولون والضوء المتوضح على الرمل، وفي النفس لذة ما كان حقيقة فصار باطلاً، والرحل المتزحزح والشعثة والغبرة كل أولئك شواهد.

وقال زياد بن حمل:

زارت وريقة شعثًا بعدما هجعوا ... لدى نواحل في أرساغها الخدم

فقمت للزور مرتاعًا فأرقني ... فقلت أهي سرت أم عادني حلم

وكان عهدي بها والمشي يبهظها ... من القريب ومنها النوم والسأم

وبالتكاليف تأتي بيت جارتها ... تمشي الهويني وما تبدو لها قدم

<<  <  ج: ص:  >  >>