فذكر السهم وما فيه من معنى الفتك والقتل والسرعة وذكر الميسر ويلابسه الزهو والبذل والتحدي وعدم الاكتراث والمجازفة واحتقار الخطر ونفاسته في نفس الوقت، وذكر الدمع وفيه الضعف والرقة والالتماس، وطبع كل هذا بطابع من الحركة الحية، فكانت تجربة مما هو محض الشمول، كائنٌ ما كان الجنسان، ثم بعد ذلك أورد كلامه كله مورد الحوار فضمنه معنى المغازلة بما تحوي من لين مستكين ومكر متخابث.
فتأمل.
وقال عدي بن الرقاع:
وكأنها بين النساء أعارها ... عينيه أحور من جآذر جاسم
وسنان أقصده النعاس فرنقت ... في عينه سنةٌ وليس بنائم
فاجتهد كما ترى في تحريك النعاس النموذجي ليوحي إليك ما أحسه من فتنة -والاجتهاد محله أن المعنى بالنعت جفنًا أم القاسم لا الجؤذر على أية حال، وصورة الجؤذر جيء بها للتوضيح لا غير وغير مراد منك أن تلتفت إليها أو تستشعرها.
وهذا خلاف ما جاء من طريقته في صفة قرني ولد الغزالة إذ قال: