فنعت افترار الشفتين بالابتسامة وسرعة مضي ما تبديانه من محاسن الفم، وقد مر بك هذا.
وقال عنترة:
إذ تستبيك بأصلتي ناعم ... عذبٍ مقبله لذيذ المطعم
وكأنما نظرت بعيني شادنٍ ... رشإ من الغزلان ليس بتوأم
وكأن فأرة تاجرٍ بقسيمةٍ ... سبقت عوارضها إليك من الفم
وقوله «ناعم» فيه صدى تجربة ووحي من حركة -وسائر الكلام بعد نموذجي فصيح، وجعله الشاعر وسيلة إلى نعت الروضة في معرض تشبيه النكهة وطيبها وهذا في جملته داخل في معنى التلذذ المراد به الترنم ونشوته ليس غير.
(١) ويجوز أن يكون أراد مجرد معنى التحية وكنى بسوف العيوف عن ذلك إذ التحية مما تكون بالأنف.