للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأن أكثرها انتحال القصاص، ولا ريب أنهم انتحلوه على حذو نماذج قديمة، كقصة البسوس وداحس والغبراء وأقاصيص طسم وجديس وهلم جرا. وسنعرض لهذا الباب إن شاء الله إذا عرضنا لحديث الجزالة واللين.

والأمثلة بعد كثيرة. وعسى هذا الذي ذكرناه أن يوضح ما زعمناه من المذهب المسرحي في معرض الإيحاء باللوعة والهوى. وجلي أن المذهب المسرحي قد يلابس القصص الغرامية، ملحميها وغير ملحميها والالتفات القصصي وسائر ما يكون من الأوصاف.

هذا ومن مداخل الغزل رفث القول. وهذا يحملونه محمل الهزل، ومحمل المغايظة، والأول يحتمل، والثاني قد يُحفظ، ولكنه يُحتمل في الكثير الغالب لمجراه مجرى الهزل في الحقيقة، ومنه قول زهير:

تعلم أن شر الناس حي ... ينادي في شعارهم يسار

ولولا عسبه لرددتموه ... وشر منيحة عسبٌ معار

الأبيات.

ومن هذا المجرى ما يقع من المهاجاة بين الشعراء والشواعر كالذي ذكروا من حديث الأغلب وصاحبته إذ هجاها بقوله (الخزانة ٢ - ٢٠٥):

جاريةٌ من قيسٍ بن ثعلبه

ومن حديث ليلى الأخيلية والنابغة الجعدي؟ ونقائض جرير والفرزدق تدخل في هذا الباب وهي امتداد وتفريع له وموضع جميع ذلك باب الأغراض.

وباب الملح أو ما يسمى الملح والنوادر يدخل فيه كثير من هزل الرفث، وأكثره قطع مفردات يحسن إلحاقها بقريّ النسيب دون الخروج والأغراض، كما في آخر كتاب الحماسة لأبي تمام كقول الآخر:

<<  <  ج: ص:  >  >>