جزى الله منكم ذات بعلٍ تصدقت ... على غزبٍ منا وليس له أهل
فإنا سنجزيها الجميل بفعلها ... إذا ما تزوجنا وليس لها بعل
وكقول الأخرى تصف زوجها فيما زعموا:
كأن خصييه إذا ما هبا ... دجاجتان تلقطان الحبا
وكما يستشهد به النحاة واللغويون ومن إليهم كثيرًا في نعوت ما لا ينعت إلا هزلاً مثل قول الأخرى:
إن هنى حزنبلٌ حزابيه ... إذا قعدت فوقه نبا بيه
كالأرنب الجاثم فوق الرابيه
وكبيت سيبويه (٢ - ٦٤):
إن لها مركنًا إزربًا ... كأنه جبهة ذرى حبًا
وكأبيات أبي النجم العجلي التي أولها:
علقت خودًا من بنات الزط
ومن أقدم هذا قول النابغة وإذا لمست إلى آخر ما قال.
ونحو هذا كثير، ويلحق به باب نرى أن نسميه الهجاء الغزلي أو بعضه وسيلي إن شاء الله. ومن عجائب العرب أنهم مع غيرتهم كانوا إذا هزلوا أو غايظوا بكالهزل لا يكنون، وهذا من مذهب البداوة في التعبير، لا ترى به بأسًا، وتراه ضربًا من خشونة القول، وقد كانوا مع هذا تنبو أذواق أهل الحس المرهف منهم عنه، إلا أن يلجئوا إليه إلجاء كالذي رأيت من زهير والنابغة. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذروة الذروة من الحس المرهف فحين كان يسمع خشونة أصحابه في هذا المجرى كان مما ينهي أو تبدو عليه صوات الله عليه ظلل الحياء كالذي فعله من قوله لسلمة بن سلامة