للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرت براكب ملهوزٍ فقال لها ... ضري الجميح ومسيه بتعذيب

ولو أصابت لقالت وهي صادقة ... إن الرياضة لا تنصبك للشيب

يأبى الذكاء ويأبى أن شيخكم ... لن يُعطى الآن عن ضربٍ وتأديب

أما إذا حردت حردي فمجريةٌ ... جرداء تمنع غيلاً غير مقروب

وإن يكن حادثٌ يُخشى فذو علقٍ ... تظل تزيره من خشية الذيب

فإن يكن أهلها حلوا على قضةٍ ... فإن أهلي الألى حلو بملحوب

لما رأت إبلي قلت حلوبتها ... وكل عامٍ عليها عام تجنيب

أبقى الحوادث منها وهي تتبعها ... والحق صرمة راعٍ غير مغلوب

كأن راعينا يخدو بها حمرًا ... بين الأبارق من مكران فاللوب

فإن تقرِّي بنا عينًا وتحتفضي ... فينا وتنتظري كري وتغريبي

فاقني لعلك أن تحظي وتحتلبي ... في سحبلٍ من مسوك الضأن منجوب

وهذا كما ترى خطاب زوجة مغاضبة والشاعر ينسب غضبها إلى أنها لقيت قومها، أو لقيت راكب ملهوز، أي راكب بعير موسوم بغير وسمه، أي عدوا منافسًا له فيها، فأغراها بأن تتنكر عليه ليطلقها هو فيتزوجها هذا العدو. وزعم «ليال» في مقدمته الإنجليزية (١) إلا أنه يفسد حاق المعنى غير قليل. ثم يقول «ليال» أنه يبدو أن تنكرها له قد كان سببه أن قل ماله (٢) وأشار إلى الأبيات. وكأنه قد شك أن يكون هذا هو السبب الحقيقي. وهذا أيضًا اجتهاد حسن منه.

وقد فطن «ليال» إلى أن الذي جاء به الجميح ههنا له نموذج يشبهه في شعر عبيد بن الأيرص وهو من جيل متقدم من نفس قبيلة الجميح كما قال (٣).


(١) الترجمة الإنجليزية ص ٧ - ٨.
(٢) الترجمة الإنجليزية ص ٧ - ٨.
(٣) الترجمة الإنجليزية ص ٧ - ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>