والحق أن مثله نموذجان ظاهران في شعر عبيد وسواهما مما هو مختصر. أما الظاهران فقوله (١):
ألا عتبت عليّ اليوم عرسي ... وقد هبت بليلٍ تشتكيني
فقالت لي كبرت فقلت حقًا ... لقد أخلقت حينًا بعد حين
تُريني آية الإعراض منها ... وفظت في المقالة بعد لين
ومطت حاجبيها أن رأتني ... كبرت وأن قد ابيضت قروني
فقلت لها رويدك بعض عتبي ... فإني لا أرى أن تزدهيني
وعيشي بالذي يُغنيك حتى ... إذا ما شئت أن تنأي فبيني
فإن يك فاتني أسفًا شبابي ... وأمسى الرأس مني كاللجين
أي الزبد الجاف
وكان اللهو حالفني زمانًا ... فأضحى اليوم منقطع القرين
أي بعيدًا عني
فقد ألج الخباء على العذارى ... كأن عيونهن عيون عين
أي ممن كن أجمل منك وأشب.
يملن علي بالأقراب طورًا ... وبالأجياد في الريط المصون
الأقراب جوانب الخصور، وهذا كأنه مكشوف، وقد لقي عبيد شرا من مصرع امرئ القيس.
هذا والنموذج الآخر قوله:
تلك عرسي غضبي تريد زيالي ... ألبينٍ تريد أم لدلال
(١) ديوان عبيد بن الأبرص، تحقيق الدكتور حسين نصار، طبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر، (١٣٣ - ١٣٤) و (١٠٦ - ١٠٨).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute