للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العيش ما يتعزى به إلا جد الشيوخ وحزمهم ومذهبهم في القصد وتثمير المال وابتغاء سنن الشرف والاعتداد أمام مجامع الفخر بما كانوا أسلفوه أبام الشباب. وهي أيضًا ينبغي ألا يكون لديها من دواعي العيش إلا أن تحط معه في هواه وطريقته، كما قال ابن الأهتم:

ذريني وحطي في هواي فإنني ... على الحسب الزاكي الرفيع شفيق

وكما قال الأخنس بن شهاب التغلبي:

وقد عشت دهرًا والغواة صحابتي ... أولئك خلصاني الذين أصاحب

رفيقًا لمن أعيا وقلد حبله ... وحاذر جراه الصديق الأقارب

فأديت عني ما استعرت من الصبي ... وللمال عندي اليوم راعٍ وكاسب

هذا هو هيكل النموذج. والآن نعود إلى كلمة الجميح.

يذكر الرواة أن امرأة الجميح كانت من بني سعد من تميم (من بني أنف الناقة). وسارع «ليال» فبنى على هذا قوله أن هذا كان زواجًا من خارج القبيلة. والحق أنه ليس بخارجها كل الخروج خروجًا تنبني عليه عقدة هذه القصيدة أو يكون هو مفتاحها، إذ بنو سعد وبنو تميم عامة كانت تجمعهم وبني أسد وكنانة وهذيل وقريش ومن إليهم شواجر الأرحام من أمهم خندف. قال جرير يفخر على الراعي:

علوت عليك ذروة خندفي ... ترى من دونها رتبًا صعابا

له حوض النبي وساقياه ... ومن ورث النبوة والكتابا

وقال الفرزدق يفتخر على الناس جميعًا:

لنا حيث آفاق البرية تلتقي ... عديد الحصى والقسوري المخندف

فافتخر بمشهد الحج وبقريش وبالخلافة. وكلا الفرزدق وجرير تميميان كما تعلم. وكان بنو أسد موالي قريش (أي بني عمهم) في النسب الأعلى إذ جدهم خزيمة

<<  <  ج: ص:  >  >>