للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جد قريش، وكان منهم كثير حالفوا بني عبد مناف منهم رجالات في السيرة كآل جحش وكعكاشة بن محصن. وقال بشر بن أبي خازم الأسدي يفخر على جذام:

وكنا دونهم حصنًا حصينًا ... لنا الرأس المقدم والسنام

وقالوا لن تقيموا إن ظعنا ... فكان لنا وقد ظعنوا مقام

أثافي من خزيمة راسياتٍ ... لنا حل المناقب والحرام

فإن مقامنا ندعو عليكم ... بأسفل ذي المجاز له أثام

فافتخر بمواسم الحج ومكان أسد فيها كما ترى.

وكان بين هذه القبائل وبين تميم تصاهر. وأحسب أن هذا كان مما يقويه مكان تميم من ولاية الإجازة التي ورثوها من صوفة. وفي خبر بدر الكبرى أن عتبة بن ربيعة خشى أن يشجر ابن الحنظلية أمر الناس وإنما كان ابن الحنظلية أبو جهل. وحنظلة بيت تميم. وأحسب أن عتبة نسب أبا جهل إلى أمه من حنظلة لينسب حدته إليهم دون قريش، على ما كان لهم من سيادة وشرف وآصرة قربى.

وإذ قد وضح هذا، فإنه لا يستبعد أن قد كانت بين الجميح وبين رهط امرأته السعدية صلة رحم دنيا سوى الرحم العليا في خندف وقد بدأ الجميح كلامه يذكر أن امرأة لا حتة بليل، وفي هذا إيذان بالهم والأرق وذلك قوله «أمست» ثم ذكر أن لحاءها كان صمتًا، وهذا مما يكون أدخل في حاق الغضب من الذي ذكره عبيد بن الأبرص من مط الحواجب وأن يفظ المقال بعد لين. ثم إنه كبر اسمها فقال «أمامة» وقد كان اسمها «أميمة» على صيغة التصغير- ورووا له:

ما لأميمة أمست ما تُكلمنا

كأن أصحاب هذه الرواية يحملونها على مذهب التحبب والتزلف، كقراءة علي «ونادوا يا مال» بالترخيم على لسان الكفار يتقربون به إلى مالك خازن النار.

<<  <  ج: ص:  >  >>