للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن يك زهير قد يجوز أنه أخذ قوله «وركن» منه لأنه أقدم. ذلك بأن «وركن قوًّا» في كلام المرقش تشعرك بمجاوزتهن قوًّا. وأما زهير فقد جعل توركيهن في السوبان وجعلهن يعلون متنه وفي هذا من بطء الاصعاد ما فيه ثم وقف يتأملهن أو يتأمل صاحبته منهن كما قلنا حيث قال «عليهن دل الناعم المتنعم».

وقول المرقش «واجتزعن المخارما» تأكيد لمعنى السرعة والبعد. إذ اجتزاع المخارم منبئ بتجاوز الجبال إلى السهل، ومن ثم إلى الماء «زرقا جمامة» وهنا يعود الشاعر إلى التقريب، من الدهر البعيد، ويرجع بنا مرة أخرى إلى معنى المطلع:

ألا حبذا وجه ترينا بياضه ... ومنسدلات كالمثاني فواحما

ولك في المنسدلات النصب على المعية وهذا داخل في مدلول الترائي، أو الرفع وهذا تأمل لشعرها كما قد تأمل وجهها والرفع أحب إلى إذ التأمل أشبه بالذكرى. ثم ينفر المرقش من هذه المداناة إلى بعد سحيق: إلى ذكره تدور منها به الأرض قائمًا:

وإني لأستحيي فطيمة جائعًا ... خميصًا وأستحيي فطيمة طاعما

ولا تسل لم يستحيي، فقد كفانا النقاد القدماء مئونة هذا بالذي ذكروه من أن المرقش كان يواد فاطمة بنة المنذر.

قال المفضل الضبي فيما روى ابن الأنباري عن أبي عكرمة (٤٩٨):

«كان من حديث مرقش الأصغر واسمه ربيعة بن سفيان بن سعد بن مالك: وهو عم طرفة والأكبر عم أبيه. وكان الأصغر أشعرهما وأطولهما عمرا. وهو صاحب فاطمة بنت المنذر. وكانت لها جارية يقال لها بنت عجلان. وكان لها قصر بكاظمة. وكان لها حرس يجرون كل ليلة الثياب حول قصرها فلا يطؤه إلا بنت عجلان. وكانت بنت عجلان تأخذ كل عشية رجلاً من أهل الماء يبيت عندها. فقال عمرو بن جناب بن عوف بن مالك لمرقش (ونسبه بعضهم إلى حرملة بن سعد بن مالك، فأما

<<  <  ج: ص:  >  >>