للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حماد فقال هو عمرو بن حرملة أخي مرقش الأكبر وعم هاذا الأصغر) فقال له عمرو بن جناب: أن ابنة عجلان تأخذ كل عشية رجلاص ممن يعجبها فيبيت عندها. وكان مرقش ترعية لا يفارق ابله. فأقام الماء. وترك ابله ظماء. وكان من أجمل الناس وجهًا وأحسنهم شعرًا. وكانت فاطمة بنت الملك تقعد فوق القصر تنظر إلى الناس. فجاء مرقش فبات عند ابنة عجلان، حتى إذا كان من الغد، تجردت عند مولاتها، فقالت: ما هذا بفخذيك. وإذا نكت كأنها التين. قالت: رجل بات معي الليلة. وقد كانت فاطمة قالت لها قبل ذلك، رأيت بالماء رجلاً جميلاً قد راح لم أره قبل ذلك. قالت، فإنه فتى قعد على ابله يرعاها. فلما رأت ما بفخذيها سألتها عنه فقالت هو عمل الفتى الجميل الذي أنكرت. قالت فاطمة: فإذا كان غد فأتيه بمجمر فمريه أن يجلس عليه. وأعطيه مسواكًا فإن استاك به أو رده فلا خير عنده. وإن قعد على المجمر أو رده فلا خير عنده. فأتته بالمجمر فقالت اجلس عليه. فأبى وقال أدنيه مني. فدخن لحيته وعرض جمته وأبى أن يقعد عليه. وأخذ السواك، فقطع رأسه واستاك به. فأتت بنت عجلان فاطمة فأخبرتها بما صنع. فازدادت به عجبًا. فقالت ائتيني به. فتعلقت به كما كانت تتعلق. وانصرف أصحابه. فقال القوم حين انصرفوا أخذت راعى إبل ثم أنها حملته على عنقها حتى أدخلته عليها. وكان الملك يأمر بقبتها فيشاف ما حولها. فإذا أصبحت غدوة جاءت القافة فينظرون هل يرون أثرًا. فنظروا فإذا هو أثر ابنة عجلان وهي مثقلة. فلبث بذلك حينًا يدخل إليها. وكان عمرو بن جناب بن عوف بن مالك يرى ما يفعل. فقال له: ألم تكن عاهدتني ألا تكتمني شيئًا ولا أكتمك (قال غير أبي عكرمة: ولا نتكاذب). فأخبر المرقش الخبر فقال لا أرضى عنك ولا أكلمك أبدًا حتى تدخلني إليها. وحلف له على ذلك. فانطلق المرقش إلى المكان الذي كان يواعدها فيه فقال: اقعد حتى تأتيك ابنة عجلان، وأخبره كيف يصنع. وكانا مشتبهين، غير أن عمرو بن جناب كان أشعر (أي أكثر شعر البدن). فتنحى مرقش. وأدخلت ابنة عجلان عمرا. فصنع ما أمره به مرقش. فلما أراد

<<  <  ج: ص:  >  >>