للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مباشرتها وجدت مس شعر فخذيه فأنكرته. فإذاهو يرعد. فدفعت في صدره. ثم قالت: قبح الله سرًا عند المعيدي. ودعت ابنة عجلان فذهبت به، وانطلق إلى موضع صاحبه. ولم يلبث إلا قليلاً. فلما رآه قد أسرع الكرة، عرف أنه قد افتضح. فعض على إصبعه فقطعها. ثم ذهب إلى أهله وترك الماء الذي كان يرعى فيه حياء مما صنع. وقال في ذلك: ألا يا سلمى وإلخ».

وإنما سقنا لك القصة كلها لأنها نص في الذي ذكرناه لك من قبل من أن الظعائن مذهب قولي نموذجي لا يدل على رحلة النساء ضربة لازم، إذ المرتحل ههنا المرقش وإنما كانت صاحبته مقيمة في قصر محروس.

والقصة خرافية فيها بطلولات الخرافية. ابنة عجلان التي تحمل رجلاً على كتفها بل رجلاً بعد رجل. والقائف الذي يرى الأثر فيعلم أنه مثقل. والشاب البدوي الجميل النظيف بأدب الفطرة حتى لقد فطن إلى ما امتحن به من مجمر وسواك. والأميرة المحجوبة من وراء القصور، والحراس، وهي مع ذلك تتطلع فترى وتحتال فتنال وتتخير فيما تحتال إليه. والصاحب الشبيه الذي لم تفطن لشبهه حتى ابنة عجلان وهو صديق وهو أيضًا حاسد، وفيه عيب دخيل كنايته شعر بدنه.

وجوهر القصة أن للمرقش خبرًا مع كريمة ذات شأن وصديق ذي عقارب. ولعل هذه الكريمة قد كانت من بغايا الأشراف وكانت ابنة عجلان لها رائزة. وعنصر الخصوبة في القصة لا يخفى. ولا يستبعد أنها كانت فاطمة بنت المنذر نفسه، فقد أبنوا المتجردة زوجة النعمان بأنها كانت لها صلة لقاء بالمنخل اليشكرى.

وقد استبعد «ليال» (١) صحة هذه القصة محتجًا بأن التي يذكرها المرقش «ابنة البكري» وبكر قبيلته لا قبيلة ابنة المنذر. وليس هذا بشيء -فبكر قبيلة واسعة،


(١) الترجمة الإنجليزية.

<<  <  ج: ص:  >  >>