للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي مجرد التفكر في أنك قد تلقين امرأ تذكرينني له فيقع في إذ لا وجد له غير أن يقع في، مما يخزيني. وقد يعلم المرقش أنها ستلقي امرأ بعد امرئ. لما كانت بحكم شرفها وسموقها ستستمر فيه من إرسال ابنة عجلان لتروز واحتيالها ليصل إليها من بعد ذلك من تختار- وهذا نفسه قد كان يحز في نفسه.

ثم أن في البيت بعد إشارة إلى ما كان من أمر عمرو بن جناب. أي أني ليحزيني أني صنعت ما صنعت، ولا أقدر أن أفكر أو أقوى على أن أستحضر ساعة رأيت أنني قد أرشدت إليك سواي وقد خنت ما عهدته إلى، وقد انحططت إلى درك استرخاصك بما رخصت معه نفسي الغالية. وسماه صارمًا للذي كان من إلحاحه الذي إنما كان ضربًا من العداوة والحسد.

وإني وإن كلَّت قلوصي لراجمٌ ... بها وبنفسي يا فطيم المراجما

هذا هو الوجه. إذ لا يكون مع ما كان إلا الفرار المخروط لا يلوي على شيء لو قد يستطاع الفرار. وكيف يستطاع مع هذه الذكرى الملاحقة: هذه الذكرى المشوبة من الخزي والندم والألم وفائت اللذة والنعمة والشوق والشكران المستسر على نيل ما قد نيل:

ألا يا أسلمي بالكوكب الطلق فاطما ... وإن لم يكن صرف النوى متلائما

واستشعار الشكر يحيى الأمل على أن لا أمل:

ألا يا اسلمي ثم اعلمي أن حاجتي ... إليك فردي من نوالك فاطما

ولا سبيل إلى رد النوال الذي فات. ولكنه في أمل يأسه يشتط به ولع الإلحاح، حتى ليكاد يغفر لنفسه زلتها، ويمحوها كل المحو من أن تكون قد حدثت، ثم يقبل على فاطمة كمن قد كفر وتطهر وخلق نقيًا بريء النفس من جديد:

أفاطم لو أن النساء ببلدةٍ ... وأنتِ بأخرى لاتبعتك هائما

<<  <  ج: ص:  >  >>