للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مضافًا إليه تراث الكلاسيكية من عهد يونان ومن قبلهم ولا ريب أن العرب كانوا أمة قديمة موغلة في القدم وقد لابسوا الأمم وخالطوها وأخذوا عنها وأخذت عنهم شيئًا أو استعانت بهم. وبعض المؤرخين يوشك أن يميل إلى أن هكسوس مصر كانوا عربًا.

وقصص يهود الأولين تدل على صلة واشجة بالعرب في أخبار سيدنا موسى وفي خبر سيدنا أيوب. وذكر هيرودتس أن العرب كانوا مسالمين لملوك الفرس القدماء، وقد سار في جيش كسرى ابن دارا الذي غزا أرض يونان منهم كتائب، بعضهن على الجمال، من الأرض الكائنة جنوبي مصر (١).

وقد اتصل أطراف العرب في اليمن والشأم وساحل القلزم بقديم حضارة الرومان ولا ريب أن أفرادًا وجماعات منهم قد انخرطوا في الجيوش الرومانية ولاسيما حين كان يشرئب إلى عرش رومية أحد ولاة سوريا مثل فسباسيان ونارسيس. ولقد تعلم أن أحد أباطرة الرومان قد كان عربيًا وهو فيليب وما كان ليصل إلى هذا المنصب لولا سابقة منه وسابقة من سلف عرب أخذوا بأساليب الرومان وانخرطوا في جنديتهم من قبل. وقد نشأت تحت أثر الرومان ممالك عربية على أطراف الصحراء أو ناحية من جزيرة الفرات. من ذلك ملك إياد الذي دمره أكاسرة بني ساسان بأخرة. وقصة الحضر معروفة وآثاره ظاهرة. ومنها ملك التي سماها الرومان «زنوبيا» بتدمر، وقد كان أمرها أن حاربها الرومان وقاومتهم ثم قهرها آخر الأمر أوليان الامبراطور. وبعض الناس يرى أن زنوبيا هذه هي الزباء صاحبة الخبر.

وسنلم بطرف منه فيما بعد إن شاء الله.

وقد استمرت الصلات بعد ذهاب ملك الرومان، بين العرب وبين خلفاء هؤلاء من روم بيزنطه. وأخبار وفادة امرئ القيس وأصحابه معروفة في هذا الباب. وكذلك


(١) راجع تاريخ هيرودوتس (الترجمة الإنجليزية).

<<  <  ج: ص:  >  >>