للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تماثيل من نحاس وزجاج» (١) وقال يرويه عن مجاهد (٢) «وتماثيل، قال من نحاس. حدثنا عمرو بن عبد الحميد، قال ثنا مروان، عن جويبر، عن الضحاك، في قول الله {وَتَمَاثِيلَ} قال الصور. قوله «جفان كالجواب، يقول وينحنتون له ما يشاء من جفان كالجواب إلخ».

وفي الشعر -عدا أمر الأخبار- كما في القرآن ما يدل على أنهم قد أعجبوا كما جعلوا يستجلبون بعض ما شهدوه من عمارة الروم والفرس. ومن ذلك خير القبطي الذي عمل في تجديد بناء الكعبة واستعانة قريش بخشب سفينة رومية تحطمت ناحية جدة، يؤثرون ذلك على سدرهم وأضرب طرفائهم وعضاههم (٣) ومنه أن بعضهم جعلوا يتخذون لبيوتهم أبوابًا وسررًا. وقال تعالى في سورة الزخرف {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (٣٣) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (٣٤) وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ}.

وقال طرفة يصف ناقته:

كقنطرة الرومي أقسم ربها ... لتكتفن حتى تشاد بقرمد

والقنطرة هي العقد، بحسب ما ذكر المبرد، ولا يخفى أن العقد روماني.

وقال ثعلبة بن صعير:

تضحي إذا دق المطي كأنها ... فدن اب حية شاده بالآجر

ولم يذكر ابن الأنباري في شرح المفضليات من ابن حية هذا. ويغلب على


(١) نفسه ٢٢/ ٧٠.
(٢) نفسه.
(٣) السيرة ١ - ٢٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>