الرومان. وقد ألمت به أطوار واقتبست منه اقتباسات حتى في بعض ما نحت الهندوس في آفاقهم القصية.
وقد بدأ نحت يونان ضعيفًا ساذجًا كما يعلم القارئ أصلحه الله. ثم قد صار إلى أسلوب رياضي محكم بعد أن داخلت الحركة تمثال الفتى، فجُعل ماشيًا بعد أن كان واقفًا لا يريم.
وقد بلغ اليونان بتمثال الفتى ذروته. ثم جارى هذا في طور نضجه الافتنان في تمثال الفتاة المتجردة. وكانت أول أمرها مجدولة القوام، مع التناسب الرياضي والصحة والشباب.
ثم استحدث اليونان في هذه التماثيل الحركة بالثياب والمشاهد، وافتنوا ما شاءوا. وقد كان يبلغ بهم حذق التناسب أن يغالوا في أبعاد التمثال، فوق ما عليه مألوف النساء والرجال. فلا تند العين عن شيء من ذلك ولا تحس فيه إلا التناسق وإلا الانسجام كالفتيات حاملات السقف عند الأكروبوليس. ولقد كانوا في حرصهم على التناسب مما يحيدون عن واقع تكوين الأعضاء أحيانًا ليذهبوا بها مذهبًا رياضيًا. من شواهد ذلك عمدهم إلى تربيع ما عند خصر الرجل إلى أدى ثنته. وأحسبهم اقتبسوا ههنا من طريقة قدماء المصريين في الميل بتصاويرهم أبدًا إلى سمت مثالي والله أعلم.
وقد داخل متجردات اليونان بأخرة تنعيمٌ من بدن كما داخل تماثيل الفتيان تأنيث وحدور. وعرائس أفروديت الثلاث وهن مما يقال إنه كشف الطريق أمام فجر النهضة بإيطاليا مما كان يخالطهن من صنعةٍ ونعمة وأقواس.
وقد أخذ فنانو النهضة وما بعدها بنماذج فيما بين المجدولة والمتماسكة. وقد بلغ روبنز بالبدانة مبلغًا. وقد تزيد فنانو «الباروك» في الأبعاد ما شاءوا.
وقد كان فن بيزنطة فيما قبل النهضة مزخرفًا شكليًا ليس كما كان عليه عهد