للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للزباء أنها قافلة تجارة. وكان قد أخفاهم في غرائر تحملها الإبل ومعهم السلاح (١). قالوا «ثم خرجت الزباء فأبصرت الإبل وقوائمها تسوخ في الأرض من ثقل أحمالها، فقالت يا قصير:

ما للجمال مشيها وئيدا

أجندلاً يحملن أم حديدا

أم صرفانًا تارزًا شديدا

فقال قصير في نفسه:

بل الرجال قبضًا قعودا

فدخلت الإبل المدينة حتى كان آخرها بعيرٌ مر على بواب المدينة وكان بيده منخسة فنخس بها الغرارة، فأصابت خاصرة الرجل الذي فيها، فضرط، فقال البواب بالرومية «بشنب ساقا» - يقول: شر في الجوالق. فأرسلها مثلا».

ثم أن الزباء لما حاصرها القوم رامت أن تلجأ إلى النفق الذي أعدته للهرب. وإذا بعمرو بن عدي في يده السيف. «فعرفته بالصورة التي صورت لها، فمصت خاتمها، وكان فيه السم، وقالت «بيدي لا بيد ابن عدي، فذهبت كلمتها مثلاً.»

وفي هذه القصة كما ترى خبر خرافة طروادة صار حصانه الخشبي جمالاً تحمل غرائر وسلاحًا ورجالاً. وفيها خبر مقتل قيصر تجعل جذيمة مكان قيصر وابن أخته عمرو مكان اكتافيان ابن أخت قيصر وعمرو بن الجن مكان ليبدوس وقصيرًا مكان أنطونيوس على أن القصة العربية لا تفرق بينه وبين عمرو فيما بعد كما فرقت القصة الرومانية في تسلسل حوادثها فيما بعد بين أكتافيان وأنطونيوس، ولكنه تؤلف بينه وبين عمرو كما كان من ألفة ما بين أكتافيان «وأقريبا» فهو على هذا بمنزلتهما


(١) نفسه ٢٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>