الجنسي وتدليه لوعته معًا مضافًا إلى ذلك ما يحدثه الجمال في الأنفس من غرور وحداءٍ إلى هذين المعنيين.
ثم فيها نفس عربي ألف بين هاتين الخرافتين فجمعهما جمعًا وهو نفس الغيرة والفحولة شاهده هذا الدم المراق ممن وفد ليريق منها دمًا. وفي قتله والدها آنفًا شيء من الكناية عن أنه سباها بالقوة إلا بالفعل كما يقول المناطقة.
ونعت الأسب فيه الكناية الصارحة، كالتعريض ببعض عادات الروم إذ قد كانت الختانة والاستحداد من عادات العرب وهذا التعريض لا يخلو من بعض الرغبة.
وفي القصة بعد كثير من أوجه الحدس والتحليل مما لا يتسع له هذا المجال.
وقد عكست العرب خرافة الزباء من حيث السياق والمغزى في خبر ابنة الضيزن ويدعى أيضًا الساطرون وكأن هذا كان اسمه الرومي. إذ زعمت أن أباها كان ملك الحضر وكان عربيًا من إياد. وكان يحب ابنته هذه ويغذوها أجود الغذاء ويكسوها الناعم ويفرش لها الوثير وأنها كانت كالدرة صفاء ونقاء وجمالاً. وأطاف كسرى شاهبور بقصر أبيها فحاصره وطال حصاره له وقيل له أن فتحه لا يكون إلا من طريق سر سخري. وكانت ابنة الضيزن نظرت يومًا فرأت شاهبور فوقع من نفسها. فراسلته بأن ستدله على سر الحصن وتفتحه له. وما هو إلا أن خانت أباها فاقتحم شاهبور الحضر وأوقع بمن فيه وقتل أباها. وكانت تريده ليتزوجها. وقيل أنها كانت على سرير أعده لها قبل بنائه بها فأرقت، فلما سئلت عن أرقها علم أنها جفوة أحستها من السرير. ففتشت أطباقه وإذا بين أثنائها ورقة آس. فعجب شاهبور لهذا من رقتها. وسألها عن حالها وعن عيشها. فقصت ما كان يصنعه لها أبوها. فقال أو قيل له إن كانت هذه قد خانت أباها وكانت تلك حاله معها، فما يؤمن من أن تخون بعلها. فأمر بها شاهبور فربطت إلى الخيل فاجتذبتها فتمزقت شر ممزق.