الثوب السابغ الذي نعفو بجره الآثار. وباطن هذا الثوب ضروب من حقاف، وكذلك ظاهر امتناعها وباطن نفسية أنوثتها اللينة. والخبت ما لان واطمأن من الرمل. وظاهر الوصف، كما ترى تجاوز الحي وساحته ثم الصيرورة بعد ذلك إلى ناحية بطن من كثيب تحيط به الأحقاف الساترة والمعاني التي قدمناها كلها ملابسة لهذا الظاهر.
والكوفيون يرون الواو من قوله «وانتحى» مقحمة في جواب لما. والبصريون لا يرون ذلك ويرون الجواب أول البيت الثاني:
هصرت بفودي رأسها فتمايلت ... علي هضيم الكشح ريا المخلخل
ورأي الكوفيين جيد، ويكون قوله هصرت كأنه قد قال:«خرجت بها أمشي فهصرت» تجعل قوله «فلما أجزنا وانتحى» بمنزلة الفاء ومثل هذا المعنى تصل إليه برأي البصريين فالخلاف لفظي ليس بجوهري.
ورووا «هصرت بغصني دومة» والدومة أخت النخلة فيها طول وأشد أسرًا وأخشن من النخلة وكأن هذه الرواية شرح. وزعم الزوزني أن أمرأ القيس أخذ بذؤابتيها وهذا وجه، ولكن قوله «هصرت بفودي رأسها» أدق، إذ هو منبئ عن أن الشاعر وضع يده على مكان الفود من رأسها وليس بما يهصر، وقوله هصرت إشعار بلين أنثاها وشبه فروع رأسها بالأغصان ذات الثمر. ثم الشاعر قد فعل هذا وهو يماشيها بدليل رواية السجستاني في الدواوين الستة بعد هذا البيت:
إذا التفتت نحوي تضوع ريحها ... نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
وقد نظر الشاعر فأحد. إذ هو ينعت تمايلها إليه إذ أمسك بفودها كما تتمايل النخلة، وكشحها هضيم، وساقها هاته التي تطأ بها الذيل خدلة عبلة. وكلما التفتت إليه شم منها طيب ريح كنسيم الصبا جاءت بريا القرنفل. وجودة مكان الحركة في