للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والصورة انتزعها من تذكر عهدها إذ فاجأها وقد نضت لنوم ثيابها فرأى شعرها يزين متنها. وقد جعل تمثالها ثابتًا في هذه الصورة، يقابل به ما كان من حركته في الالتفات والصد والإبداء ونص الجيد الذي ليس بفاحش ولا بمعطل آنفًا.

وبالغ في أنه أسود فاحم ليجعله مقابلاً لهذا البياض المقاني للصفرة حيث قال «كبكر المقاناة البياض بصفرة».

والصورة انتزعها من تذكر عهدها إذ فاجأها وقد نضت لنوم ثيابها فرأى شعرها يزين متنها. وقد جعل تمثالها ثابتًا في هذه الصورة، يقابل به ما كان من حركته في الالتفات والصد والإبداء ونص الجيد الذي ليس بفاحش ولا بمعطل آنفًا.

وبالغ في أنه أسود فاحم ليجعله مقابلاً لهذا البياض المقاني للصفرة حيث قال «كبكر المقاناة البياض بصفرة».

ثم عاد فحرك التمثال عند قوله:

غدائره مستشزراتٌ إلى العلى ... تضل العقاص في مثنى ومرسل

مستشزرات إلى العلى أي مشدودات مجموعات إلى أعلى. وهذه لا ريب صورتها وهي تمشي تجر ذيلها. وضلال العقاص هذا الذي يذكره بين ما ثنته من شعرها وما تركته غير مثنى إنما هو ضلاله هو حيث هر بفودي رأسها فتمايلت، وهذا يقوي معنى ما ذهبنا إليه دون ما ذهب إليه الزوزني من أنه أمسك بذؤابتيها. واستشزار الغدائر منبئ عن الحركة لأن سبيل الشعر أن يهوى، فهذا لأنه أُحكم جمعه، يباين مسعاها إذ تسعى مهويةً إلى بطن الخبت وهو مصعد من تحت الخمار. وهذا النعت الذي نذكره يقوي ويحقق عندك -إن شاء الله- معنى التشبيه بالنخلة. والذي ينبئك أن هذا كأنه تفصيل لقوله هصرت (بفودي رأسها) مضيه في تفصيل معنى ما تمايلت عنه:

وكشحٍ لطيفٍ كالجديل مخصرٍ ... وساقٍ كأنبوب السقي المذلل

وقوله وكشح لطيف تفريع وزيادة على قوله مهفهفة. والكشح منقطع الأضلاع. والهفهفة قد تكون من ضنى وشديد نحول، «فقوله «لطيف» ينفي ذلك. ولطف الكشح قد يتفق عند الجميلة البادئة. فقوله كالجديل مخصر، ينفي ذلك. أما قوله «مخصر» فشاهد أقصى ما يكونه الضمر المحمود وفيه إنباء عن التماسك. وأما

<<  <  ج: ص:  >  >>