للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نزول اليماني ذي العياب المحمل

ثم هذه المكاكي تقابلها صورة السباع المغرقات كأنهن أنابيش عنصل.

ورأس المجيمر فيه ذرء بما يتذكره من سابق عهده، ومن هذه الأشجان التي يستحضرها لنفسه من سابق ماضيه، بعضها مكاكي مغردة، وبعضها سباع مغرقات بالأرجاء القاصيات.

وقد ذهب السيل بالعرصات والقيعان وبعر الآرام كما ترى. وحسبنا هذا الإيجاز المختزل اختزالاً. ونأمل أن يعن لنا تفصيل بعضه متى صرنا إلى الأغراض أو إلى الخروج. وإنما اختزلناه ههنا حرصًا على إكمال ما قدمنا لك من نعت تمثال الخمصانة الكاسية حتى يظهر لك جانب من مراد الشاعر، والله تعالى أعلم.

هذا ومن أمثلة الخمصانة المتجردة، دالية النابغة:

أمن آل مية رائحٌ أو مغتدي ... عجلان ذا زادٍ وغير مزود

وهي بحكم تجردها وأنها زوجة لا بكر ينبغي أن تكون أبض شيئًا من بيضة الخدر، خمصانة امرئ القيس الكاسية وقد نظر النابغة نظرًا شديدًا إلى نعوت امرئ القيس كما سترى إن شاء الله.

وأنت أصلحك الله تعلم القصة التي تروي من أن النعمان حمل النابغة حملاً على وصف زوجته المتجردة، فقال هذه القصيدة. وفي القصيدة بعد تجربة تتجاوز مجرد أن يكون النابغة أريد على الوصف فوصف، أحسبها مستفادة من مناظر جمالٍ حي عنت له. أضفاها على مشهد تمثال أو دمية رآها فأعجبته، ثم جمع ذلك في المتجردة لما أريد على وصفها.

ولقد يقال إن القصيدة كلها منحولة للنابغة. وفي هذا نظر. منه عفة النابغة

<<  <  ج: ص:  >  >>