والراهب الصرورة المتعبد ههنا هو النابغة. وقد أضاء جمالها له الظلام، فرنا إليه لا يعشى
وقوله «نحسن حديث؟ ؟ ؟ » ثم تفريعه عند قوله:
بتكلمٍ أو تستطيع سماعه ... لدنت له أروى الهضاب الصخد
كل هذا في ظاهره محول على معنى الراهب، وفي حقيقته نعت لحال النابغة. وإنما كان حديثها نظرة السفم إلى وجوه العود. ولقد رثى لتلك النظرة. ولو قد يستطيع لأوى إليها كما تأوى أروى الهضاب إلى لذيذ ما تسمع.
وقوله «لو تستطيع سماعه لأوت له» دقيق غاية الدقة. وكان يكفي في المبالغة لو يقول «لو سمعته لأوت له» ولم يكن ليعجزه ما يستقيم به الوزن على هذا المعنى.