ومن أوصاف المعلقة إذ تريك منصبًا وهو نعت للجيد والثغر معًا، وقوله أيضًا «كجيد الرئم ليس بمعطال». أليس يذكرك بقوله:«إذا هي نصته ولا بمعطل»؟
ووادي الخزامى ورأس أوعال محل نظر، إذ كلاهما في الظاهر موضعان. وفي وادي الخزامى نفس من بطن الخبت الذي تجاوز بها الحي إليه، وحين التفتت تضوع ريحها فيه.
نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
وفي رأس أوعال كناية عن الصعاب، إذ الوعول لا تنال، ويقال للهضبة أم أوعال كناية عن عسرها لمن يروم صودها. وقد زعم أنه تجاوز الأحراس والصعاب في المعلقة كما رأيت. ثم وصف السيل في آخرها، وفيه كناية عن نفسه كما في الحصان المنجرد (١)، فقال:
وتيماء لم يترك بها جذع نخلةٍ ... ولا أطما إلا مشيدًا بجندل
ومر على القنان من نفيانه ... فأنزل منه العصم من كل منزل
والعصم هي الوعول وهي ساكنات الهضاب، وبها قد يكنى عن الصعاب. وأحسب أنا قد بينا ما نراه في غير هذا الموضع، من أن فاعل «تحسب» هو ضمير المخاطب، يعود على امرئ القيس، ويجوز على ضعف جعله يعود على سلمى.
أي أنت ترى بعين الوهم أيام سلمى حين إذ هي كالظبي وإذ أنت تصيد الوحش وتنال البيض المكنون وهلم جرا.
وهذا الإيغال في الذكرى حتى يرى في ظلامها من بعيد، جيد سلمى الأتلع، ذا القلادة، وقامتها السمهرية، ويتنورها، وهو مغترب بأذرعات، وهي بيثرب أدنى