دارها نظر عال، - هذا الإيغال يذكره حديث البسباسة إليه.
وهذه البسباسة يخبرنا في الرائية عنها أنها ابنة يشكر- فعسى أن تكون هي أم جندب، بدليل أن ديار بكر، -ويشكر منهم، - لم تكن بعيدة من ديار بني تميم رهط علقمة، منافسة في أمر أم جندب.
وحديث البسباسة إلى امرئ القيس شبيه بحديث أم جندب الذي نقله الرواة حيث اتهمته بأنه بطيء الإفاقة إلى آخر ما قالته. وهو عينه قوله ههنا:
ألا زعمت بسباسة اليوم أنني ... كبرت وأن لا يحسن اللهو أمثالي
وإنما أذكره الإيغال في الذكرى حديث البسباسة، ليقول لها، بهذه التي أراها جيدها أتلع وقوامها لدن شطبٌ، قد تمتعت، ففيم تغايظينني؟
أم لعل حديث البسباسة هو الذي أثار الذكرى، على وجه الاحتجاج والتسلي؟
أم البسباسة هذه امرأة أخرى غير أم جندب، لقيها بالشأم- وهذا بعيد، لأن قوله في الرائية:
له الويل إن أمسى ولا أم هاشم ... قريبٌ ولا البسباسة ابنة يشكرا
يعلمنا أنها كانت في دهر ملكه الأول وبلاده، في نجد وبني أسد وتميم وكندة، وليست بالشأم.
وقال يجيب البسباسة وهو ينظر إلى وجه التي بيثرب:
فيا رب يوم قد لهوت وليلةٍ ... بآنسةٍ كأنها خط تمثال
أي ضامرة مجدولة كالتمثال. ثم يجيء حيث انتهى وصف المعلقة:
يُضيء الفراش وجهها لضجعيها .... كمصباح زيتٍ في قناديل ذبال