فجعلها؟ ؟ ؟ جدًا وجعل نفسه الراهب المتبتل. وهنا جعل المتبتل ضجيعًا وقرب ضوء المصباح حتى ذكر زيته وذباله. وكأن هذا كما قدمنا استمرار في قصة المعلقة. على أن ذكر المصباح في حد ذاته منبئ بالبعد، إذ امرؤ القيس يدنيه فيذكر الزيت والذبال بعلمه مما رأى في المصابيح، ليدل على جودته، وليس في الزيت والذبال نفسه كبير جمال يدنيه المرء ليتأمله. ثم قوله: لضجيعها: مما يشعر بضجيج آخر، ويكون في هذا يخاطله نفسٌ من أسى. وإن كان امرؤ القيس ذلك الضجيع، فقد جعل نفسه كضجيع آخر، ليحدث معاني الحسرة والبعد.
وقد زاد امرؤ القيس البعد قوة في البيت التالي:(كأن على لباتها) وإن يك ظاهره كأنه مداناة. ذلك بأنه كساها، كعهده بها إذ خرجا وهي تجر ذيل مرطٍ مرحل أم حين فاجأها وقد نضت لنوم ثيابها. ودليل أنه