لما يتضمنه من معنى الإرهاص بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
سموت إليها بعد ما نام أهلها ... سمو حباب الماء حالاً على حال
وفي هذا البيت أصداء كثيرة، منها صدى «فيض الحميم» و «لدى الحال» ومنها صدى قوله في المعلقة «تجاوزت أحراسًا» و «جئت وقد نضت لنومٍ ثيابها». ومنها صدى قوله «هصرت بفودي رأسها» إذ كانت طويلة، فجعل ذلك سموًا ههنا. وقوله «أهلها» يجوز أن يكون معناه «بعلها» للذي يصف من غطيطه فيما بعد. ويجوز أن يكون معناه حراسها إن كانت هي الحراس، بدليل استسلامها حين لم تجد شيئًا تدفعه به غير قولها:«ألست ترى السمار والناس أحوالي»، وكانت من قبل نظرتها تصده. ويجوز أن يكون حراسها بمعنى الذي ادعاه من نومهم فيما بعد بحلفة الفاجر التي حلفها وكانوا أيقاظًا.
ويمضي امرؤ القيس في حديث الوصال:
فلما تنازعا الحديث وأسمحت ... هصرت بغصنٍ ذي شماريخ ميال
وقد ذكرنا هذا بمعرض الحديث عن بيت المعلقة «هصرت بفودي رأسها». والهصر هناك للفودين، وهنا للغصن كله، وقد جعله ذا شماريخ ليوحي بمعنى الثمر، ثم أيضًا لا يخلو ذكره للشماريخ من إشارة إلى معنى «الفودين»«والمستشرزات إلى العلا» التي ي المعلقة.
فأصبحت معشوقًا وأصبح بعلها ... عليه القتام سيء الظن والبال
يغط غطيط البكر شد خناقه ... ليقتلني والمرء ليس بقتال
وهذا شوب من تجاربي شتى.
واصباح البعل عليه القتام موضع سؤال- إذ أتى له، وقد كان يغط، أن يعلم بعض الذي كان أو يحدسه؟ وأحسب أن امرأ القيس خلع من تجربته مع أم جندب