صرفت الهوى عنهن من خشية الردى ... ولست مبقليّ الخلال ولا قالي
وههنا كما ترى تصريح بمعنى الفزع الذي كنا بصدده، وبشيء من معنى الأحراس التي ذكرها في المعلقة.
ونسأل بعد ما بيت العذارى هذا الذي ينعته امرؤ القيس؟ ولم يكن يطفن؟ ؟ ؟ المرافق التي نعتها؟ أيجوز لنا أن نفترض أن الدوار -وكان صنمًا تطوف به العذار- ربما جُعل شخصًا حيًّا أحيانًا: امرأة جميلة تقف كالتمثال، أو قل كالآلهة، والعذارى يطفن حولها طوفهن بالصنم؟
هذا ثم يقول:
كأني لم أركب جوادًا للذةٍ ... ولم أتبطن كاعبًا ذات خلخال
وأصداء المعلقة هنا لا تخفى- كأنه يشير إلى قوله «وانتحى بنا بطن خبت» وقوله «هضيم الكشح ريا المخلخل». وفي البيت بعد رجعة إلى معنى أول القصيدة:
ألا عم صباحًا أيها الطلل البالي
من التذكر والتحسر. وأحسب أن قبل هذا البيت ما روي من قوله:
ألا إنني بالٍ على جملٍ بال ... يسير بنا بالٍ ويتبعنا بال
ولا شك أنه له، وموضعه بين خشية الردى، وبين هذا التذكر، من العودة وإحكام الربط بحيث ترى.