عقدٍ» والنهار وجهها كما قد قدمناه «والليل من عقد إلخ» ما كنته من جسدها والأسباط والهدب شعرها وقد خرج من الكناية إلى التصريح في قوله:
عجزاء ممكورة خمصانةٌ قلقٌ ... منها الوشاح وتم الجسم والقصب
وهذا شاهدنا في الخلط بين نموذجي الخمصانة والبادنة, وقد أثبت ذو الرمة الحيلة التي يكون بها تناسب ما بين العجز الوثير والخصر الدقيق، وهي حركة أن يكون الوشاح قلقًا. وأن تكون هي ممكورة، أي مكسوة عظامها في غير ترهيل ومع إحكام جدلٍ، وأن يكون جسمها تامًا من حيث التناسب واستواء القامة، وامتلاء قصب الساقين والساعدين.
ثم عاد ذو الرمة إلى الأماني وذلك في قوله «زين الثياب إلخ». وتجربته كلها هي «زين الثياب ليس إلا» وسائر البيت بعد تأميل لا نعت. وفي هذا التأميل تمهيد لتأمل الوجه، إذ فيه تقريب لصاحبة الصورة. وذلك قوله:
تريك سنة وجهٍ غير مقرفةٍ ... ملساء ليس بها خالٌ ولا ندب
ويوقف عند هذا، لأن الملاسة لا يتضح نعتها حقًا بنفي الخال والندب. وقد أصاب صفتها في قوله من الرائية:
لها بشرٌ مثل الحرير ومنطقٌ ... رخيم الحواشى لأهراءٌ ولا نزر
كما قد أصاب صفتها في قوله «براقة الجيد واللبات إلخ» وفي نعت الظبية. ولعل ذا الرمة لم يعن بقوله «غير مقرفةٍ إلخ» إلا نفسه. فقد ذكروا أنه كان أسود فهذا إقراف. ولعله كان في وجهه أثر من جدري، أو يكون قوله «ليس بها خال ولا ندب» إسدال ستر على هذا الذي ذكره من الإقراف يعني به نفسه، وتهويل مبالغة