«صورةٌ، أحسن من لاث الخمر»، إذ لا يعقل أن هذا أراد به معنى «أحسن النساء»، على نوع من إطناب، ليس إلا. وفي القصيدة بعد أبيات تقوي هذا المعنى الذي تذهب إليه، سنذكرها في مواضعها. والآن نذكر لك سائر نعته من قوله «وهوى القلب إلخ» إلى مقطع القصيدة، قال:
راقه منها بياضٌ ناصعٌ ... يونق العين وضافٍ مسبكر
تهلك المدارة في أفنانه ... فإذا ما أرسلته ينعفر
جعدةٌ فرعاء في جمجمةٍ ... ضخمةٍ تفرق عنها كالضفر
والضفر بضمتين جمع ضفير وهو ضفائر الشعر، كأنه شبه سبائب خصلها بضفائر غيرها. أو الضفير الحبل يضفر ولا يمر فتله، وعليه يكون قد شبه شعرها بالحبال.
شادخ غرتها من نسوةٍ ... كن يفضلن نساء الناس غر
والغرة الشادخ، المتسعة المنتشرة. وأما الدقيقة المستطيلة فيقال لها الشمراخ:
ولها عينًا خذول مخرفٍ ... تعلق الضال وأفنان السمر
والمخرف التي ترعى الخريف. والضال السدر البري. والسمر ضرب من شجر العضاه:
وإذا تضحك أبدى ضحكها ... أقحوانًا قيدته ذا أشر
قيدته أي جعلت لثاته حما بالنؤور ونحوه. والأشر تحزيز حسنٌ ذو بريق يكون في الأسنان، وهي بضمتين: